۲ آذر ۱۴۰۳ |۲۰ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 22, 2024
رمز الخبر: 370351
١٤ يونيو ٢٠٢٤ - ١٥:٣٠
علم إسرائيل

وكالة الحوزة - أدرجت الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن الإسرائيلية للمرة الأولى على قائمة أطراف النزاع المسلح التي ترتكب انتهاكات جسيمة ضد الأطفال والمعروفة بـ"قائمة العار". هذه القائمة هي ملحق تقرير الأمين العام للمنظمة الأممية أنطونيو غوتيريش السنوي حول الأطفال ضحايا النزاعات المسلحة.

وكالة أنباء الحوزة - لعلها الادانة الأممية الابرز، التي واجهتها إسرائيل على مدار أكثر من سبعة عقود من اعلان تأسيس الدولة العبرية، ولعلها أيضا تكون القاصمة لحكومة نيتانياهو المتطرفة، التي ضربت ولا تزال تضرب عرض الحائط، بكل الجهود الأممية والاقليمية الرامية لاطفاء نيران الحرب المشتعلة في غزة، وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ فجر السابع من أكتوبر الماضي، وتهدد المنطقة برمتها بكارثة كبرى.

وهي إدانة تأتي في وقتها الصحيح، متجاوزة كل الألاعيب التي مارستها إسرائيل من قبل، ونجحت خلالها في الهرب من قائمة العار السوداء، على مدار أكثر من عقدين، قبل أن يعلنها الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش بشجاعة، فيصيب اليمين المتطرف كله في إسرائيل باللوثة، التي دفعت مكتب نيتانياهو بعد دقائق من اعلانه بقرار الضم لقائمة العار، إلى إرسال رسالة إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، يعترض فيها وبقوة على القرار الذي يضرب في سويداء القلب، الجيش الذي يقول نيتانياهو على وقع الصدمة، إنه «الأكثر اخلاقية في العالم»!. ويرى كثير من الدبلوماسيين، وغيرهم من خبراء القانون الدولي، أن مثل هذا القرار الصادر عن المنظمة الاممية الأكبر، من شأنه أن يقوض على نحو كبير، عقودا من التأثير الإسرائيلي على صناعة القرار في العديد من المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، خصوصا وهو يأتي متزامنا، مع سلسلة الاجراءات الأخيرة، التي اتخذتها محكمة العدل الدولية، في الدعوى التي تقدمت بها جنوب إفريقيا، وتتهم فيها دولة الكيان، بارتكاب جريمة الابادة الجماعية في غزة، وما صاحب تلك الخطوة من خطوات تالية، تمثلت في إعلان عدد من الدول - ومن بينها مصر - عزمها الانضمام إلى الدعوى، كما تزامنت أيضا مع طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية اصدار مذكرة اعتقال بحق نيتانياهو ووزير دفاعه وربما بحق وزراء آخرين، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

ولست أعرف ما هي الخطوات التي يتعين أن تتخذها جامعة الدول العربية، لاستثمار مثل هذا القرار الصادر عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، بادراج إسرائيل على قائمة العار، والبناء عليه من قبل الدول العربية مجتمعة، من أجل تعزيز مزيد من العزلة الدولية على نيتانياهو وحكومته المتطرفة، فها هي الفرصة قد جاءت على طبق من ذهب، لنسف الكذبة الكبرى التي كثيرا ما روجت لها إسرائيل على مدار عقود، باعتبارها نموذج الحداثة والديمقراطية في المنطقة.

لن يعزز إدراج الأمم المتحدة لإسرائيل على قائمة العار، من عزلتها دوليا فحسب، وإنما يفتح في الوقت نفسه الطريق واسعا، أمام ممارسة مزيد من الضغوط الدبلوماسية من أجل وقف تلك الحرب العبثية في غزة، وكسب مزيد من الدول التي أعلنت رسميا اعترافها بدولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.

الكاتب: أحمد أبو المعاطي

المصدر: الأهرام

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha